Armenians hold a meeting in Berlin and issue of stability in Armenia

Views expressed are those of respective authors and not necessarily of the CNArmeniens.org
Les opinions exprimées sont celles des auteurs respectifs et pas nécessairement de CNArmeniens.org

PrintPrintEmailEmail

مؤتمر أرمني في برلين.. وقضية استقرار دولة أرمينيا

في سجل"المؤتمر الوطني للأرمن الغربيين" (الأرمن المنحدرين من الأناضول)  National Congress of Western Armeniansأكثر من لقاء واجتماع للدفاع عن القضية الأرمنية و عن الدولة الوطنية الأرمينية. في آذار 2015 ، وبمناسبة المئوية الأولى للمجازر التركية بحق الشعب الأرمني، أقام مؤتمر الأرمن الغربيين لقاءا" موسعا" في باريس حضره ممثلون للشتات الأرمني من نواب وناشطين ومثقفين وكتاب وصحفيين ورجال دين ونخب جاؤوا من أرمينيا وجورجيا وروسيا وفرنسا وبلجيكا وقبرص وكندا وأميركا وأميركا اللاتينية وألمانيا و لبنان وكردستان العراق وسويسرا والسويد… كما حضر وفد رسمي من برلمان كردستان العراق ووجّه الوفد الImage result for anatolia armeniaكردي رسالة تضامن الى الشعب الأرمني في كل مكان.

 جسّد المؤتمر لحظة تلاقي القضيتين الأرمنية والكردية في مواجهة دولة الاضطهاد التركية. تناول المشاركون تاريخ المجازر التركية بحق الشعب الأرمني وكافة شعوب الأناضول أو آسيا الصغرى من سريان وأشوريين وكلدان وأيزيديين  ويونانيين…الخ. تبنى المؤتمر عددا” من التوصيات أهمها تقديم دعاوى قضائية في تركيا ضد الدولة التركية"الوريث القانوني للدولة العثمانية"من أجل استرداد الأراضي والأوقاف والكنائس والمنازل والممتلكات التي صادرتها الدولة التركية عشية المجازر الأرمنية وبعد تنفيذها عملية الترانسفير الترحيل الجماعية للمواطنين الأرمن الذين كانوا يعيشون ضمن أراضي الدولة العثمانية – التركية.

ستظهر الأيام القادمة اذا كان القضاء التركي سيقبل النظر في الدعاوى الأرمنية المذكورة ويعيد الحقوق لأصحابها. طبعا"لم ينطق قضاء الدولة المغتصبة بالعدل منذ قرن حتى اليوم فيما يخص حقوق الشعوب المضطهدة في الأناضول و" أرمينيا الغربية " – في بدايات القرن العشرين. و لكن قيادة الWANC قررت مقاضاة الدولة التركية واستخدام الطرق القانونية والدبلوماسية لاسترداد بعضا" من الحقوق الأرمنية التاريخية في آسيا الصغرى.

 

لقاء أرمني – دولي في برلين

 

في 28 و 29 كانون الاول 2017 الماضي نظم " الأرمن الغربيون" (WANC ) اجتماعا” دوليا في فندق سوفيتيل في برلين بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال الكاتب والصحافي الأرمني التركي هرانت دينك على يد المخابرات التركية في اسطنبول حضره ممثلون لشعوب و قوميات واثنيات وطوائف تنحدر من الأناضول وآسيا الصغرى اضافة الى باحثين وكتاب و مفكرين ومؤرخين ومثقفين وأكاديميين ونواب وناشطين من عدة أنحاء في العالم.

 

استطاعت منظمة "الأرمن الغربيين" جمع تنظيمات تركية وكردية ويونانية وأشورية وكلدانية وسريانية وأيزيدية في هذا اللقاء. شارك الى جانب قيادة الWANC سورين سرايداريان وسيفاك أرتزوني وهامو موسكوفيان، وأيضا” هزار توغبا نائبة في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي وشيراك توروسيان نائب و ناطق باسم البرلمان الأرميني وأراكاتز أخويان نائب في البرلمان الأرميني وشانت جنجنيان نائب في البرلمان اللبناني وعلي هالو نائب في برلمان كردستان العراق وتوما سليم كاكو النائب السابق في برلمان كردستان العراق و ممثل الكلدان العراقيين ويافوز بيدار ناشط كردي مقرب من حزب العمال الكردستاني و هرانت كسباريان صحافي وناشط في حركة " النهضة الجديدة" في اسطنبول ورجيب زراكولو كاتب و باحث تركي وستيفانوس تنيماديس ممثل اليونانيين المطرودين من الأناضول، مقيم في أتينا وجيراير كوتشاريان أستاذ جامعي من أصول أرمنية مقيم في برلين وديميتريس كونستانيديس ناشط في منظمة اليونانيين " البونتوس " الذين تأسلموا عنوة على يد الدولة العثمانية وتامر شيلينغير قيادي في حركة اليونانيين البونتوس المضطهدين من قبل تركيا، مقيم في سويسرا وهاروتيون ماروتيان باحث و أكاديمي من أرمينيا و ابراهيم سيفين(ناشط في منبر Akadeca اليساري التركي وممثل الجالية السريانية في ألمانية  وحسين تاسان قيادي في الحزب الشيوعي الكردي في تركيا ولامبروس سافيديس ناشط في حركة اليونانيين البونتوس وعامل غورجيس باحث كلداني مقيم في ألمانيا و اشخان شيفتجيان باحث و ناشط من الجالية الأرمنية في ألمانيا وأركان كنار  قيادي في الحزب الشيوعي الكردي في تركيا وليفون كيفوركيان باحث من جمهورية أرمينيا و لوسيانا ميناسيان أستاذة في جامعة بيونوس أيريس – الأرجنتين وناشطة في الجاليات الأرمنية في أميركا اللاتينية واردال دوغان ناشط من منبر "أكاديكا" التركي المعارض و  باسكين أوران رئيس المجلس الدستوري السابق في تركيا وأفق أوراس نائب سابق في البرلمان التركي عن حزب الخضر والمستقبل  وكارين كيفوركيان محلل سياسي أرمني من روسيا وأوهانس كوسيان قيادي في حركة " النهضة الجديدة "في اسطنبول ورجب مراشلي(ناشط في منبر "أكاديكا" التركي ومقرب من الـPKK وثيودوسيس كرياكيديس ناشط في حركة اليونانيين البونتوس، مقيم في تركيا وعزيز سعيد ناشط في الحزب الشيوعي الكردي في تركيا وآخرون.

 شارك نحو 60 شخصية في هذا المؤتمر الأرمني – الدولي. هدف الاجتماع الى توحيد جهود ومطالب وتطلعات المنظمات المشاركة الممثلة للشعوب والقوميات والأقليات المضطهدة على يد الدولة العثمانية ووريثتها الدولة التركية. في هذا الاطار شكل المنظمون لجنة تنسيق عليا لكافة الأطراف المجتمعة في برلين من أجل وضع خطة  تحرك موحدة. سيتم اقرار الخطة المشتركة في اجتماع للجنة التنسيق المنبثقة من اجتماع برلين سيعقد في باريس في 25 – 26 شباط المقبل.

 

 ستقوم اللجنة المذكورة بصياغة مذكرة مطالب موحدة – تتضمن مضبطة اتهام للدولة التركية –  باسم الشعوب والقوميات والاثنيات والطوائف والأديان المضطهدة لكي تقدم لاحقا"الى الجهات الدولية المعنية "الأمم المتحدة ، الاتحاد الأوروبي ، …الخ" والى الحكومة التركية. حمل اجتماع برلين عنوان "الوحدة في الحقوق " وسعى الى توحيد صفوف كافة القوى والشعوب المتضررة من مشاريع الابادة التركية.

 

كما شهد المؤتمر الWANC مناقشات حول محاور : الديمقراطية ، الحوار، العدالة، مطالب شعوب آسيا الصغرى، الخسائر التاريخية لشعوب الأناضول وآسيا الصغرى، التدابير والاجراءات لاسترداد الحقوق والتعويضات ، خارطة الطريق ، آفاق العمل المشترك. أضف، أن المشاركين شكلوا عددا" من لجان الاختصاص في مجالات التاريخ والقانون والتنظيم والسياسة والاتصالات والاعلام/ التواصل الاجتماعي. كذلك ألقيت عدة مداخلات من قبل المؤتمرين أهمها مداخلة النائبة الكردية من منطقة فان الأرمنية التاريخية هزار توغبا التي حيّت ذكرى الشهيد هرانت دينك الداعي الى تشكيل حركة موحدة لشعوب الأناضول، كما حيّت الشعب الأرمني الشقيق للشعب الكردي. سليم توما كاكو الزعيم الكلداني من اربيل ألقى كلمة ندد فيها بالمجازر وعمليات الترانسفير التي ينفذها "داعش" في نينوى والموصل (في العراق) ضد المسيحيين الأشوريين والكلدان وضد الأيزيديين، وطالب المجتمع الدولي التدخل لوقف أعمال الابادة "الداعشية" ضد الانسانية.  ألكسندر دياريان ، نائب رئيس الاتحاد الأيزيدي في فرنسا، ندد بدوره بجرائم "داعش" في العراق وسوريا وهاجم الرئيس الأذري الهام علييف لقيامه بتهنئة أحد جنوده لقطع رأس جندي أرميني على جبهة كاراباخ خلال اشتباكات نيسان 2016 الماضي.

 

 كما أن دياريان أكد وقوف الشعب الأيزيدي الى جانب أرمينيا وكافة الشعوب التي تعرضت للمجازر التركية – "الداعشية". النائب الأرمني اللبناني جنجنيان  دعا في كلمته الى استمرار النضال حتى تحقيق العدالة و استعادة الحقوق. الناشط كارنيك أصفهاني كسباريان (من بيروت) والناشط أوهانس كوسيان (من اسطنبول) شددا على المضي في طريق الشهيد هرانت دينك من أجل توحيد نضالات كافة الشعوب المضطهدة من قبل الدولة العنصرية التركية. كانت هناك كلمات أيضا” لأعضاء البرلمان الأرميني أراكاتز أخويان وشيراك توروسيان (من منطقة جافاخ – جورجيا) ورئيس الجالية الأرمنية في برلين د. سامويل هوفسابيان. بدوره تامر شيلينغير تحدث باسم اليونانيين "البونتوس" وذكر بتفاصيل المجازر التركية التي أمر بها كمال أتاتورك شخصيا" بحق 1.5 مليون مواطن يوناني أرثوذكسي كانوا يعيشون في الأناضول خلال فترة 1918 – 1922. الكاتب التركي المعارض رجيب زراكولو ( اللاجىء الى السويد هربا" من الاضطهاد) ألقى مداخلة قيّمة. أحد أصدقاء الشهيد دينك القاضي التركي باسكين أوران أدلى بشهادته وأشار الى أنه نصح صديقه الصحافي الأرمني دينك بالبقاء في وطنه الأم – في تركيا – بدلا" من الهجرة الى أوروبا هربا" من احتمالات القتل  ولكنه (أوران) كان على خطأ في هذا الشأن اذ أن النظام القائم في تركيا لم يتحمل كتابات وأنشطة المعارض (لنظام التتريك العنصري) هرانت دينك. النائب التركي السابق افق أوراس دعا في كلمته الحكومة التركية أن تتصالح مع ماضيها الأسود المتمثل بالمجازر المقامة ضد شعوب الأناضول وآسيا الصغرى.

 

المؤرخة و المتخصصة في تاريخ مجازر الأرمن واليونانيين الروم  د. تيسا هوفمان قدمت – مع مساعدها د. جيراير كوتشاريان –  مطالعة عن الأعمال والجهود التي بذلت كي تعترف ألمانيا وتركيا بالمجازر التي ارتكبتاها في الماضي بحق الأرمن وشعوب الأناضول – آسيا الصغرى (على أساس أن ألمانيا كانت حليفة الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وعشية المجازر ضد الأرمن وشعوب الأناضول).  السيدة لوسيانا ميناسيان (من جامعة الحقوق في بيونوس ايريس) أشارت في كلمتها الى قيام تركيا بتهجير من بقي من مواطنيها الأرمن و السريان الى أميركا اللاتينية خلال فترة 1926- 1930. المعارض التركي رجب مراشلي تطرق في كلمته الى قيام حكم أتاتورك بالاستيلاء على الأرصدة والممتلكات والمباني و المؤسسات والثروات العائدة للأرمن والشعوب القاطنة في الأناضول (أرمينيا الغربية) بعد اضطهادها وقتلها وتهجيرها. كما أن المؤتمر الأرمني الآنف تسلم رسائل تضامنية من النائب الأرمني في برلمان كردستان العراق يرفانت أمينيان الذي بعث بتحيات الزعيم الكردي مسعود برزاني الى المجتمعين.

 

قضية استقرار أرمينيا  

هناك اعتقاد راسخ لدى منظمة " الأرمن الغربيين " (WANC) أن بقاء القضية الأرمنية حيّة في المحافل الدولية يستدعي وجود دولة أرمينية مستقرة وقوية. هناك ارتباط مباشر بين استقرار أرمينيا وحماية استقلال اقليم كارابخ واستمرار قضية أرمن الشتات الذين هجروا من الأناضول. لن يتحقق أي تقدم على صعيد القضية الأرمنية بدون دعم حكومة يريفان، ولذلك فان بقاء الدولة الأرمينية في وضع قوي ومستقر أمر حيوي بالنسبة لأرمن الشتات. في هذا الاطار فان تضامن ” أرمن الشتات ” مع القيادة الأرمينية خلال مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة أمر ضروري في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها أرمينيا. و لا سيما التصدي للمخاطر التي تهدد استقرار الجمهورية الأرمينية والوطن الأرميني والتي يخطط لها بعض المجموعات المتطرفة (في يريفان) خدمة لأجهزة المخابرات الأجنبية. و يجدر ذكره في هذا السياق أن الثورات الملونة التي نظمها وموّلها الأميركيون والغربيون في دول مثل أوكرانيا (2005 و 2014) و جورجيا (2005) كانت تهدف الى احداث تغييرات جيوسياسية (تغيير التموضع السياسي لتلك الدول) في النظام الاقليمي المحيط بالاتحاد الروسي وذلك بدون الاكتراث للمصالح الوطنية للشعبين الأوكراني والجيورجي.

 

تمّت التضحية بمصالح هاذين الشعبين كي تتحول كل من جورجيا وأوكرانيا الى متراسين في مواجهة الشعب الروسي. فيجب أن تحاذر المعارضة الأرمينية من سلوك طريق المغامرات الانقلابية حتى لا تحصل فوضى في أرمينيا وكاراباخ وكي لانشهد في أرمينيا ما هو حاصل الآن في أوكرانيا من اقتتال داخلي. أضف، أن انهيار الاستقرار السياسي والأمني في أرمينيا لا يخدم سوى العدو الأذري (المتربص شرا” بكاراباخ) ومشاريع السلطان أردوغان التوسعية. من جهة أخرى، محاولات الغربيين استدراج أرمينيا للدخول في الاتحاد الأوروبي وابعادها عن الاتحاد الأوراسي (الناشيء) الموجود في محيطها الجغرافي قد تؤدي الى مزيد من التدهور الاقتصادي في البلاد. ولا سيما أن الوعود الأوروبية والغربية في مجال تقديم القروض و المساعدات (للدول النامية) غير قابلة للتنفيذ عادة وذلك على غرار ما حصل في أوكرانيا (التي دفعت ثمنا"باهظا") بعد انقلاب 2014 ، الذي جرى تحت شعار "الانضمام الى الاتحاد الأوروبي (اليوروميدان) والتحرر من هيمنة الجار الروسي" !! .


 

Share this content.